جنوب إفريقيا تضع ملف الصحراء "أبرز معالم" سياستها الخارجية وتعتبره "مماثلا" للقضية الفلسطينية

صنفت جنوب إفريقيا، اليوم الثلاثاء، ملف الصحراء ضمن "أبرز معالم السياسة الخارجية" للبلد في سنة 2021، وذلك خلال ندوة صحفية لوزيرة الخارجية والتعاون الدولي ناليدي باندور، واضعة إياها مع القضية الفلسطينية في خانة واحدة، باعتبارهما معا من "القضايا الشائكة والصعبة"، وذلك تأكيدا لاستمرار سياستها التصعيدية ضد المغرب في هذا الملف منذ التدخل الميداني للقوات المسلحة الملكية في "الكركارات" في 13 نونبر 2021.

وخلال إفادتها الصحفية تحدثت باندور عن دور بلادها لوقف الصراع في إثيوبيا والسودان وموزمبيق وليسوتو وإسواتيني باعتبارها "داعمة" لدول القارة الإفريقية، لكن عند وصولها إلى قضية الصحراء ربطتها مباشرة بـ"الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" على حد تعبيرها معتبرة أنهما لا زالا "يمثلان نقطة شائكة وصعبة" بالنسبة للسياسة الخارجية لبلادها، وذكرت بأنها تعتبره "صراعا بين دولتين، المملكة المغربية والجمهورية الصحراوية".

وكانت جنوب إفريقيا قد وثقت تنسيقها مع الجزائر طيلة سنة 2021 بسبب التطورات المتسارعة في ملف الصحراء بعد عملية الكركارات الميدانية ثم الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على المنطقة وتوالي افتتاح التمثيليات القنصلية، وخاصة الإفريقية في العيون والداخلة، وفي 13 نونبر 2021، وتزامنا مع مرورا عام على التدخل الميداني للجيش المغربي أعلنت باندور ونظيرها الجزائري رمطان العمامرة بيانا مشتركا "لدعم الشعبين الفلسطيني والصحراوي".

وقالت وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية خلال زيارتها للجزائر الشهر الماضي "الجزائر وجنوب إفريقيا يمكنهما لعب أدوار مهمة في القارة الإفريقية بحكم كفاحهما وتاريخهما المشترك فهما يعرفان معنى الحرية وسيرافعان من أجل تحقيقه للشعبين الفلسطيني والصحراوي"، في حين أعلنت الرئاسة الجزائرية، عقب استقبال تبون لباندور أنه يوجد "توافق تام بين بين البلدين حول مختلف التحديات والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة خاصة ما تعلق بالقضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية"، وفق منطوق البيان.

وكانت باندور قد أعلنت أنها ستقوم بزيارة إلى ما أسمتها "الجمهورية الصحراوية" الشهر الماضي، لكنها عمليا زارت الجزائر والتقت على أراضيها بزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي، بعدما توجهت إلى تندوف عبر طائرة رئاسية جزائرية.