هل تعيد التوتر مع الرباط؟.. حزب سانشيز يقدم على خطوة "مثيرة للجدل" لصالح مجموعة صحراوية
قالت صحيفة "أوكيدياريو" الإسبانية، أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، وافق على تخصيص منحة مالية لصالح جمعية صحراوية تنشط بجزر الكناري، في وقت لازالت العلاقات بين مدريد والرباط لم تهدأ كليا، مشيرة إلى أن هذه الخطوة لن تساهم في تهدئة الأوضاع بين الطرفين.
وحسب ذات المصدر، فإن حكومة جزر الكناري الذي يقودها أنخيل فيكتور توريس الذي يُعتبر عضوا بدوره في الحزب الاشتراكي العمالي، قد وافق على تخصيص منحة تصل إلى 640 ألف و100 أورو لفائدة جمعية "الصداقة الكنارية مع الشعب الصحراوي" مؤخرا، مما قد يؤدي إلى التصادم من جديد بين المغرب وإسبانيا.
وبررت الحكومة الكنارية، وفق الصحيفة المذكورة، أن هذه الجمعية التي حصلت على الدعم المالي، تقوم بأعمال إنسانية لصالح المواطنين الصحراويين الذين يعيشون في مخيمات تندوف، غير أن صحيفة "أوكيادياريو" ترى أن هذه الخطوة تأتي في وقت غير مناسب قد تساهم في تجديد التوتر بين الرباط ومدريد.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا لم تصل بعد إلى نهائية معروفة، حيث لازال الغموض يلف طبيعة العلاقات الثنائية بالرغم من أن وزير الخارجية الإسبانية الجديد، خوسي مانويل ألباريس، أكد أكثر من مرة مؤخرا أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تسير نحو التحسن.
لكن في الفترة الأخيرة، طفت على السطح العديد من التوترات الجديدة، أبرزها قضية اعتراض إسبانيا على قيام شركة مغربية بإنشاء مزرعة أسماك بالقرب من الجزر الجعفرية المحتلة، حيث اعتبرت أن المنطقة حيث تم إنشاء المزرعة تدخل في الحدود البحرية للجزر الجعفرية.
ولم يصدر عن الرباط أي رد فعل على هذا الاعتراض الإسباني، في الوقت الذي قامت بإسبانيا بإرسال سفينة حربية إلى الجزر فيما يُشبه استعراضا للقوة، وهو الأمر الذي لا يخدم إمكانية إحداث تقارب في العلاقات، خاصة أن المغرب لم يقرر بعد عودة سفيرته إلى مدريد.
هذا وكانت صحيفة ABC الإسبانية قد قالت مؤخرا في تقرير حول العلاقات المغربية الإسبانية، أن الرباط لازالت تنتظر "خطوة كبيرة" من مدريد من أجل "تطبيع" العلاقات من جديد بين الطرفين، وهذا هو السبب الذي يقف وراء عدم استئناف البلدين للعلاقات الطبيعية بالرغم من تبادل إشارات إيجابية عبر تصريحات مسؤولي إسبانيا والمغرب.
وذكرت الصحيفة الإسبانية، أنه بالرغم من انتهاء الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، إلا أن مسؤولي البلدين لم يتوصلا إلى في مناسبتين، الأولى في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس مع نظيره ناصر بوريطة في 21 شتنبر، ثم الاتصال الثاني كان بين الطرفين أيضا عندما اتصل بوريطة بألباريس واعتذر له عن عدم المشاركة في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة في 28 نونبر.
واعتبرت الصحيفة الإسبانية، أن هذا كل ما حققته إسبانيا من التقارب مع المغرب بعد انتهاء الأزمة الديبلوماسية، غير ذلك، فإن العلاقات لازالت معلقة بين الطرفين، حيث لازالت السفيرة المغربية المعينة لدى مدريد، لازالت في العاصمة الرباط ولم تعد لحد الآن إلى منصبها.
وقالت ABC أن الرباط تنتظر تحركا إيجابيا يتمثل في خطوة مهمة وكبيرة من طرف إسبانيا لصالح المغرب، من أجل أن تعود العلاقات إلى طبيعتها السابقة، من قبيل أن تقدم إسبانيا على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية في دجنبر الماضي خلال فترة دونالد ترامب.