جون أفريك: السعودية تتجنب تكرار وساطتها في الثمانينات بين المغرب والجزائر بسبب تبون و"براغماتية" ابن سلمان
قالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن المملكة العربية السعودية تتفادى تكرار وساطتها بين المغرب والجزائر لإنهاء الصراع بينهما على غرار ما قام به العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز في الثمانينات، وذلك بسبب الطريقة التي يتعامل بها الرئيس الجزائري الحالي، عبد المجيد تبون، مع ملف الصحراء والمختلفة عن تلك التي كان ينهجها سلفه عبد العزيز بوتفليقة، وأيضا بسبب حسم موقفها من الملف بإعلان الدعم الصريح لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته الرباط.
وفي تقرير حول اختيار القوى الكبرى والدول ذات التأثير الإقليمي عدم التوسط بين المغرب والجزائر إثر حلقات التصعيد الأخيرة، أوردت "جون أفريك" أن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لديهما موقف واضح من الملف باختيارهما مساندة الطرح المغربي، حيث يعتبران أن مخطط الحكم الذاتي "جاد وواقعي وذا مصداقية"، في حين أن روسيا تدعو لمفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة "البوليساريو" مع الإصرار على عدم وجود أي أزمات دبلوماسية بينها وبين الرباط.
أما السعودية، التي كانت لها تجربة سابقة في 4 ماي سنة 1987، حين استطاع الملك فهد جمع العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني والرئيس الجزائري وقتها الشاذلي بن جديد، على طاولة واحدة وسط خيمة أُقيمة برعاية منه على حدود البلدين، فإنها حاليا تجد نفسها أمام وضع جديد بسبب استدعاء الجزائر مرة أخرى قضية الصحراء، إذ خلال فترة رئاسة بوتفليقة أصبحت هذه القضية خارج أولويات الأجندة السياسية الجزائرية، في حين يعتمد تبون المدعوم من الجيش على الصراع مع المغرب لإعادة إحياء دبلوماسية بلاده.
ويضيف التقرير أن القيادة الجديدة في السعودية، المتمثلة في ولي العهد محمد بن سلمان، تنظر إلى الأمور بشكل "براغماتي" ولا ترغب في الدخل لحل المشاكل بين الدول العربية باسم "الأخوة"، وفي مقابل ذلك اختارت إعلان دعمها المطلق للمغرب ولمبادرته المتمثلة في الحكم الذاتي، الأمر الذي حوَّلَ الرياض إلى "حليف موضوعي" للرباط، وهو ما يفسر تراجع أي مساعي للوساطة حتى بعد إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية كاملة مع جارها الغربي.
وللإشارة، فإن تبون كان قد أعلن في أكتوبر الماضي، عبر حوار تلفزيوني، أنه "لن يقبل أي وساطة" في موضوع الأزمة المتفاقمة بين بلاده وبين المغرب، وذلك بعد أن أشار وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح إلى رغبة دول الخليج في الدخول على خط المصالحة على هامش اجتماع لوزراء الخارجية العرب، وهو ما ردت عليه السعودية بإعلان دعمها الصريح للوحدة الترابية للمغرب من داخل مجلس الأمن في الأمم المتحدة، بل ودافعت عن مشروعية تمثيل المغرب للصحراويين انطلاقا من ارتفاع مشاركة سكان الأقاليم الجنوبية في الانتخابات العامة.