استصغار الخصم و"رعونة" زياش وسوء قرارات رونار أنهت مسار جيل بدون لقب
لم يظهر المنتخب المغربي بمستوى كبير يُؤهله للمرور إلى دور ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم.
كانت هذه الخلاصة التي انتهى إليها أغلب المتتبعين، هنا في مصر، من صحافيين وجمهور وملاحظين تابعوا مباراة المغرب ضد المنتخب البنيني الذي لعب أكثر من 60 دقيقة بعشرة لاعبين بدون أن يتمكن المغاربة من استغلال هذا النقص العددي وتحويله إلى نتيجة إيجابية على أرض الميدان.
وبدا المنتخب المغربي بدون روح جماعية كبيرة في مباراة اليوم، حيث غلب اللعب الفردي واستسهال المباراة والتقليل من الخصم على جل اللاعبين، مما تسبب في ضياع الكثير من الفرص لعل أبرزها رعونة ضربة الجزاء التي أضاعها حكيم زياش في الوقت بدل الضائع من المقابلة والتي كان بإمكانها أن تضمن التأهل للمنتخب المغربي، ومواصلة مشاوره الإفريقي.
ضربة الجزاء الضائعة لا يتحمل فيها زياش لوحده المسؤولية بل حتى المدرب هيرفي رونار الذي كان يَعرف أن اللاعب يعيش وضعا نفسيا صعبا بحكم مستواه المتدني في هذه البطولة، وبالتالي كان عليه أن يمنح الفرصة للاعب أكثر تركيز وثقة في النفس لتنفيذ ضربة جزاء كانت حاسمة لضمان التأهل، لكن رونار لم يفعل وزياش أصر على التنفيذ محاولا الخروج من عنق الزجاجة، فكان خروج المنتخب من كأس إفريقيا ونهاية حقبة جيل من اللاعبين وصلوا لعمر التقاعد في اللعب الدولي.
أخطاء عديدة ظهرت في هذه المقابلة وخيارات بدت قاسية على المنتخب أقدم عليها المدرب هيرفي رونار بعضها اضراري مثل حال دخول داكوستا مكان بنعطية بفعل الإصابة، حيث ظهر لاعب الاتحاد السعودي مرتبكا في خط الدفاع وارتكب العديد من الأخطاء في الالتحامات الثنائية ومراقبة مهاجمي منتخب البنين وهو ما بدا جليا في الدقيقة 53 حينما سجل اللاعب موازا أديليهو هدف السبق للمنتخب البنين بفعل ضعف مراقبة داكسوطا للاعب.
أيضا بدا الحارس ياسين بونو شاردا في الهدف بعد أن مرت الكرة من تحت يديه وكانت على مستوى جسمه لكنه لم يتمكن من التقاطها ليعلن المنتخب البنيني هدفه الأول الذي تقدم به وصعب المباراة علي المنتخب المغربي إلى حين تسجل هدف التعادل من طرف اللاعب يوسف النصيري في الدقيقة 75 من المباراة.
وأظهرت مباراة اليوم العديد من النواقص في تشكيل المنتخب، من بينها انعدام الخيارات في خط الهجوم، فباستثناء يوسف النصيري لم يكن خالد بوطيب جاهزا ليعوضه، كما أن دخول سوفيان بوفان وإن كان قد قام بتنشيط الخط الهجومي، لكن أغلب مراوغاته كانت زائدة وبدون فعالية، مع لعب متراخ ليس فيه روح الجماعة، أما الإدريسي فبدا غير منسجم مع باقي زملائه، هذا في الوقت الذي يحتاج اللاعب درار ليعلن تقاعده اللعب الدولي وترك مكانه للاعب المزراوي!
وإن كانت مباراة اليوم لاستخلاص العبر للعديد من اللاعبين فهي نهاية مشوار لاعبين آخرين مثل اللاعب الأحمدي وبوصوفة وربما بنعطية ودرار وداكوستا وقد تطول القائمة بعد أن خرج هذا الجيل بدون أي لقب إفريقيا رغم امكايتهم التقنية ومسارهم الدولي سواء مع المتتخب أو مع مع فرقهم في مختلف القارات.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :