هل يزور المغرب أيضا؟.. وزير الخارجية الجزائري في جولة ماراثونية إلى الدول العربية لإقناعها بعقد قمة مؤجلة منذ 2020
شرع وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، في جولة ماراثونية منذ يوم 12 يناير الجاري، ينتظر أن تشمل جميع الدول العربية، والتي قادته حتى الآن إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر، وذلك في سياق القمة العربية التي ينتظر أن تحتضنها الجزائر شهر مارس المقبل، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول ما إذا كان العمامرة سيزور المغرب أيضا رغم إعلان بلاده قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط.
ويوم الثلاثاء الماضي، التقى العمامرة بأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إنه سلم الأخير رسالة خطية من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وطرق اللقاء إلى "الاستحقاقات الهامة المقبلة وخاصة القمة العربية المرتقبة بالجزائر خلال هذا العام، وضرورة استغلال هذا الموعد لتكريس تقدم نوعي يعيد للعمل العربي المشترك نجاعته ومصداقيته ويعزز آلياته لحل الأزمات والنزاعات في المنطقة العربية"، وفي اليوم نفسه كان العمامرة قد اجتمع مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقبل وصوله إلى الدوحة سافر إلى مصر حيث سلم رئيسها عبد الفتاح السيسي رسالة من تبون واجتمع بوزير خارجيتها سامح شكري، وقبل ذلك كان في الإمارات، حيث التقى وزير خارجيتها عبد الله بن زايد وسلم رسالة من تبون لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، منصور بن زايد، موجهةً لرئيس الدولة خليفة بن زايد آل نهيان، علما أن الجولة بدأت من السعودية أين التقى العمامرة مع الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، وسلمه رسالة موجهة للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وكان القاسم المشترك بين كل هذه الاجتماعات هو التطرق إلى القمة العربية، التي حُدد شهر مارس كموعد مبدئي لعقدها دون تحديد موعدها النهائي، علما أنها مؤجلة منذ سنة 2020 ولا زال الاتفاق النهائي بشأن انعقادها لم يتم بعد، وترغب الجزائر بشدة في انعقادها على أراضيها، وهو ما اتضح من خلال مناقشة الرئيس تبون للأمر مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال زيارتهما الأخيرة للجزائر، وأيضا عندما زار تونس والتقى برئيسها قيس سعيد منتصف شهر دجنبر الماضي.
ومن المفترض أن يواصل وزير الخارجية الجزائري جولاته إلى دول عربية أخرى، لكن علامات استفهام تُطرح بخصوص المغرب، إذ يتعلق الأمر بدولة عضو في جامعة الدول العربية ما يُلزم الجزائر بأن تتبع معها الخطوات الدبلوماسية ذاتها التي عملت بها مع جميع الدول الأخرى، علما أن العمامرة نفسه كان قد أعلن في 24 غشت 2021 قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط بشكل كامل، تلا ذلك قرار بإغلاق المجال الجوي أمام طائرتها، علما أن هذا الموضوع أصبح من الأسباب الداعية لتأجيل القمة مرة أخرى.
