القصف المغربي في الصحراء يدفع الجزائر لإنجاز أول "منشأة ذات أهمية كبيرة" بعد الاستقلال
قال بيان للرئاسة الجزائرية، أن مجلس الوزراء الذي ترأسه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يوم الأحد الأخير، صادق على مذكرة تفاهم بين الجزائر وموريتانيا لإنجاز الطريق البري الرابط بين تندوف والزويرات الموريتانية.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية أنه "بموجب هذه الاتفاقية، سيتم انجاز طريق يربط بين المدينتين على مسافة 775 كيلومتر، من طرف مجموعة مؤسسات وطنية، مما سيسمح للجزائر بإنجاز لأول مرة منذ الاستقلال، منشأة ذات أهمية كبيرة خارج حدودها".
ويمر هذا الطريق حسب ما كشفت عنه بلاغات النظام الجزائر من تندوف مرورا بمساحات شاسعة داخل الصحراء الجزائرية وصولا إلى الحدود الموريتانية إلى غاية مدينة الزويرات، وبالتالي ستكون أول طريق برية طويلة بين البلدين، بعدما كانت العديد من القوافل التجارية تمر عبر الصحراء المغربية.
وقد بدأت ارهاصات إنجاز هذا المشروع، بعد فترة قصيرة من حادثة مقتل 3 مواطنين جزائريين في أواخر العام الماضي في قصف داخل المنطقة العازلة التي تُعتبر ضمن الحدود التي يُطالب بها المغرب، وحيث توجد مواجهات بين القوات المغربية وجبهة "البوليساريو" الانفصالية.
وكانت الجزائر قد ادعت أن المواطنين الجزائريين كانوا يقودون شاحنات تجارية من الجزائر نحو موريتانيا، بالرغم من أنهم سلكوا طريقا محفوفا بالمخاطر، وبعيدا عن الحدود الجزائرية والموريتانية، ويوجد داخل مناطق النزاع، وبالتالي فإن الاتهامات الجزائرية للمغرب بقصف مواطنيها لم تصمد أمام حقيقة أسباب تواجد هؤلاء الضحايا في مكان لم يكن يتوجب عليهم التواجد فيه.
ويتضح أن الجزائر تسعى من خلال هذا المشروع الطرقي مع موريتانيا، أولا الرفع من حركتها التجارية مع موريتانيا لمنافسة المغرب الذي يُعتبر من أكثر الدول التي تستورد منها موريتانيا، وفي نفس الوقت تأمين تحركات قوافلها التجارية بعيدا عن أي تهديد خارج حدودها.
هذا ويُرجح أن المشروع سيأخذ سنوات طويلة قبل انجازه بالكامل، بالنظر إلى العراقيل والصعوبات التي تفرضها التضاريس الصحراوية، بالإضافة إلى المسافة الطويلة بين تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية حيث تتجاوز 700 كيلومترا.