الحزب الشعبي الإسباني يرد على "فوكس": المغرب حليف أساسي للقضاء على الهجرة السرية
شهد البرلمان الإسباني أمس الأربعاء، مواجهات حادة بين ممثلي الحزب الشعبي "PP" وممثلي الحزب اليميني المتطرف "فوكس"، حول الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل التصدي للمهاجرين غير النظاميين الذين شنو في الأيام الأخيرة العديد من المحاولات العنيفة لتجاوز السياج الحدودي للمدينة، وتمكن حوالي 900 منهم من دخول المدينة.
وجدد ممثلو حزب "فوكس" مطالبهم المبنية على خطابهم العدائي ضد المملكة المغربية، حيث طالبوا بإرسال عناصر الجيش الإسباني إلى حدود مليلية من أجل التصدي لتدفقات المهاجرين، متهمين المغرب بالوقوف وراء تلك التدفقات من أجل ابتزاز مدريد في قضايا أخرى.
غير أن هذه المطالب، قُبلت بالرفض من طرف ممثلي الحزب الشعبي الإسباني المشارك في الحكومة، الذين أكدوا على ضرورة التعاون مع المغرب من أجل التصدي للهجرة السرية في حدود مليلية وسبتة، ووصف النائب البرلماني عن الحزب الشعبي، ريكاردو تارون، أن المغرب "حليف أساسي للقضاء على الهجرة السرية".
كما أشار الحزب الشعبي الإسباني إلى المجهودات التي قامت بها السلطات المغربية في الأيام القليلة الماضية، حيث قامت بإبعاد حوالي 900 فرد من المهاجرين السريين الذين ينحدرون من بلدان صحراء إفريقيا من المناطق المجاورة إلى مليلية ونقلهم عبر حافلات خاصة إلى مناطق بعيدة، من أجل تفادي أي محاولة جماعية جديدة لدخول مليلية.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، بدوره كان قد رفض الأربعاء الماضي دعوات إرسال الجيش إلى حدود مليلية من أجل التصدي لمحاولات المتكررة للمهاجرين غير النظاميين.
وأكد مارلاسكا خلال جلسة في البرلمان الإسباني، أن العناصر الأمنية في مليلية تقوم بواجبها للتصدي لتدفقات المهاجرين، وهي عناصر أمنية كافية، مشيدا في هذا السياق بالتعاون المغربي الذي تقوم بها عناصر القوات المساعدة المغربية للتصدي للمهاجرين.
وأشار مارلاسكا، أن السياج الحدودي لمدينة مليلية سيشهد في الأشهر الثلاثة القادمة العديد من التغييرات في إطار مشروع يحمل إسم "الحدود الذكية"، حيث سيتم إزالة الأسلاك الشائكة وتعويضها بأعمدة دائرية تُصعب من اجتيازها دون الإضرار بأجساد المهاجرين الذين يحاولون تجاوز الحدود.
كما أضاف وزير الداخلية الإسباني في هذا السياق، أنه من التحديثات الجديدة التي سيتم إدخالها على السياج الحدودي لمليلية، هي وضع مستشعرات تُنبه لمحاولات تدفق المهاجرين، من أجل الرفع من الاستجابة السريعة للعناصر الأمنية لمنع وصول المهاجرين إلى داخل مليلية.
وأشادت السلطات الإسبانية بالتدخل المغربي الذي منع 400 مهاجر غير نظامي من دخول مليلية بعد وصولهم إلى السياج الحدودي، فيما كان مئات آخرون قد تم منعهم من الوصول إلى السياج من طرف باقي العناصر الأمنية المغربية.