غارقٌ في الماضي.. تبون يشتكي أمام وزير الخارجية الأمريكي من "حكرة المغرب" لبلاده في حرب "الرمال" التي جرت في القرن العشرين!
لم يفوت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فرصة مجيء وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن إلى قصر المرادية بالجزائر، أمس الأربعاء، من أجل ترديد شكاياته المتكررة ضد المغرب التي دأب في كل خرجة إعلامية على استعراضها بطريقة كرونولوجية، الأمر الذي يعتبره كثيرون بأنه إظهار بطريقة سيكولوجية العقدة الذي يعاني منها النظام الجزائري من المملكة المغربية.
وحسب بلاغ الحوار الذي دار بين الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وأنطوني بلينكن، المنشور على موقع الخارجية الأمريكية، فإن تبون استعرض جل الأسباب التي تقف وراء الخلافات مع الرباط من وجهة النظر الجزائرية، حيث بدأ مما قال عنه بـالهجوم المغربي على الجزائر في سنة 1963 في الوقت الذي لم تكن الجزائر تمتلك جيشا نظاميا وأدى الهجوم إلى مقتل 850 جزائريا، مضيفا بأن المغرب كان ينوي الاستيلاء على أراض جزائرية، واعتبر أنه لا يوجد جزائري يُمكنه أن ينسى ذلك.
وأضاف تبون بأن الخلافات مع المغرب ليست مرتبطة بقضية الصحراء فقط، بل تبدأ قبل ذلك، منذ فجر استقلال الجزائر، وحاول إظهار المغرب بـ"البلد التوسعي" حيث تحدث في حواره مع بلينكن على أن المغرب كان يرفض استقلال موريتانيا أيضا وظل لا يعترف بها كدولة مستقلة لسنوات إلى غاية السبعينات، ثم جاء مشكل الصحراء في سنة 1975 الذي عمق الخلافات أكثر.
وبشأن الصحراء، قال تبون بأنه على عكس ما يقوله المغرب، فإن الجزائر ليست لها أي نية في الصحراء، بل هي مشكلة المملكة المغربية وحدها، بينما الجزائر تقف أمام حق الشعوب في تقرير مصيرها فقط، حسب تعبيره، متمها المغرب بمحاولة زعزعة استقرار الجزائر، مُعربا عن عدم فهمه أسباب ذلك.
وحاول الرئيس الجزائري في حواره التأكيد على أن الجزائر مواقفها ومبادئها تتأسس على احترام قرارات الشعوب، وضرب أمثلة مواقفها مع جنوب إفريقيا، وقضية انفصال تيمور الشرقية عن أندونسيا، واعتبر أن قضية الصحراء هي بمثابة القضية الفلسطينية.
وأخذ الكلام عن الخلافات مع المغرب جزءا كبيرا من حوار الرئيس الجزائري الذي تحدث في ذات الوقت عن أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونية الجزائر في تعزيزها، خاصة في المجالات الاقتصادية.
لكن المثير، بالرغم في هذا الاستعراض الطويل في الكلام من الرئيس الجزائري، فإن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن اكتفى بتوجيه الشكر للرئيس الجزائري على ما وصفه بـ" المحادثة المفصلة والممتعة" وأعرب عن سعادته بزيارة الجزائر مرة أخرى، وأكد على أهمية "تقوية الروابط بين بلدينا من خلال العمل على الأمن والفرص الاقتصادية المشتركة مثل الاستثمارات والتجارة بين البلدين" مضيفا بالقول "أعتقد أنه سيحقق تقدمًا في الاستثمار بفضل رجال الأعمال الشباب الذين يحتاجون إلى البناء".