استدعاء السفير لم ينفع.. زيارة سانشيز إلى الرباط تضع حدا لأي محاولة ضغط جزائرية بشأن الصحراء
شكّلت الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المملكة المغربية ولقائه بالملك محمد السادس، أمس الخميس، تأكيدا رسميا من طرف مدريد لموقفها الجديد من قضية الصحراء المغربية، بتجديد دعم مقترح الحكم الذاتي، وبالتالي الابتعاد نهائيا عن الحياد السلبي في هذه القضية التي عمّرت لعقود، وكانت إسبانيا أحد أسبابها.
كما أن زيارة سانشيز إلى الرباط، وضعت، وفق العديد من المتتبعين للقضايا الإقليمية في المنطقة، حدا لأي محاولة ضغط من أطراف أخرى داخل إسبانيا أو خارجها مثل الجزائر على سبيل المثال، من أجل تراجع مدريد عن موقفها الجديد، خاصة أن الجزائر كانت قد اتخذت خطوة احتجاجية تتمثل في استدعاء سفيرها مباشرة بعد إعلان سانشيز عن دعم المقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء في رسالة بعث بها إلى الملك محمد السادس في 18 مارس الماضي.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان لها، أنها استدعت سفيرها لدى مدريد من أجل التشاور، عقب الموقف الجديد الذي أعربت عنه مريد بشأن قضية الصحراء، ومنذ ذلك لم تصدر الجزائر أي تطورات أو مستجدات بشأن ذلك، ولا يُعرف ما إذا كان السفير الجزائري عاد إلى منصبه في مدريد، أم أنه لا زال في الجزائر، حيث لجأ قصر المرادية للصمت إلى حدود الساعة.
ووفق ذات المتتبعين، فإن هذه الخطوة الجزائرية، على ما يبدو، أنها لم تنفع لثني مدريد عن خطوتها الجديدة، وتُعتبر الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب أبرز دليل على ذلك، حيث أسست هذه الزيارة لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، يصعب الإخلاف بوعودها.
ويبدو أن الحكومة الإسبانية، ستكون أمام قضية جديدة تتعلق بالجزائر، بعد انتهاء الأزمة الديبلوماسية مع الرباط، حيث سيكون عليها إعادة العلاقات مع الجزائر إلى سابق عهدها، ومحاولة إعادة الأمور إلى نصابها بعد الغضب الجزائري من موقفها من قضية الصحراء، لكن حل "الأزمة" الإسبانية – الجزائرية، لن يكون على حساب الصحراء المغربية، حيث حسمت مدريد كل شيء مع الرباط في هذه المسألة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات المغربية الإسبانية عادت إلى "التطبيع الكامل" بعد حوالي سنة من التوتر والجمود، جراء استقبال إسبانيا في أبريل 2021 لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية بطريقة سرية من أجل تلقي العلاج من إصابته مما قيل فيروس كورونا المستجد، وهو ما اعتبره المغرب ضربا لعلاقات حسن الجوار.
وظلت العلاقات الثنائية في شد وجذب، إلى أن أعلنت مدريد تغيير موقفها من قضية الصحراء في 18 مارس الماضي، لتعود بذلك العلاقات إلى طبيعتها، وقد جاءت زيارة سانشيز أمس إلى الرباط للتأكيد على بدء صفحة جديدة بين البلدين.