أطنان من المخدرات المغربية تتخطى ثلاث دول وتصل إلى باريس عبر إسبانيا والشرطة الفرنسية تبحث عن زعماء الشبكة
تحوم علامات استفهام كبيرة حول وصول كميات كبيرة من المخدرات إلى فرنسا، وذلك بعد أن أعلنت شرطة منطقة باريس ضبط ما يقارب طنين من الحشيش كجزء من عملية أمنية كبيرة كشفت عن إغراق البلاد بالممنوعات القادمة من المغرب عبر إسبانيا، والتي لم تجد في طريقها أي نوع من أنواع المنع على الرغم من أن الشبكة الإجرامية التي تعمل على ذلك تقوم بذلك عبر قوافل.
ووجهت محكمة في باريس اتهامات بتهريب المخدرات إلى شخصين يبلغان من العمر 25 و30 عاما أحدهما من أصل إسباني، وذلك بعد عملية أمنية نفذتها الشرطة خلال الليلة الممتدة ما بين الخميس والجمعة الماضيين، والتي أدت إلى ضبط 1,9 أطنان من المخدرات التي تأكد أن مصدرها هو القنب الهندي المغربي، وأنها وصلت برا إلى ضواحي العاصمة الفرنسية باستخدام أسلوب يُسمى go-fast.
وفي تفاصيل العملية، فإن عناصر الشبكة يقومون بجلب المخدرات من المغرب بحرا عبر مضيق جبل طارق إلى الجنوب الإسباني، ويُعاد شحنها في مالقا لتُوزع على مدن أخرى في منطقة "إيل دو فرانس" التي توجد بها العاصمة باريس، بواسطة قوافل من المركبات جرى إسقاط اثنتين منها في منطقية سان أرنو أون إيفلين من طرف فرقة التدخل القادمة من فيرساي.
وظلت شرطة فيرساي تحقق في هذه القضية عبر مكتب مكافحة المخدرات منذ فبراير الماضي، وفق ما كشفت عنه صحيفة "لوباريسيان"، وتوصلت إلى معلومات حول فريق من المهربين من ضاحيتي سان دوني وسين إي مارن، محددة خريطة صفقة تمتد خيوطها بين المغرب وإسبانيا وفرنسا، وشرعت في مراقبة هواتف المشتبه فيهم ومراقبة تحركاتهم بواسطة أجهزة GPS، ويوم 26 ماي جرى اعتراض مسار القافلة عند اقترابها من باريس.
وضبطت الشرطة كميات كبيرة من المخدرات موزعة على 774 كيلوغراما من الحشيش في العربة الأولى و1,1 طن في الثانية، لكن الأخطر هو أن التقارير الأمنية تؤكد أن الأمر لا يقف عند هذه الحد حيث سبق أن دخلت كميات أخرى إلى المنطقة بالطريقة نفسها دون أن تلقى أي اعتراض في المغرب ولا إسبانيا، ووفق "لوباريسيان" فإن التحقيقات لا تزال منصبَّة على البحث عن زعماء الشبكة وباقي أعضائها.