في كل تصريحات المسؤولين الجزائريين بما فيهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أو وزير خارجيته أحمد عطاف، "يتبرأ" النظام الجزائري من تدخله في قضية الصحراء، ويؤكد، أن الملف يتعلق بـ"جبهة البوليساريو" الانفصالية والمملكة المغربية، مشددين على أن الجزائر غير معنية بالرغبة في "تقسيم المملكة المغربية" ولا علاقة لها بدعم أي انفصال!
في تحقيق تنشره "الصحيفة" نكشف عن 82 عقد "لوبيينغ" بملايين الدولارات وقعته الجزائر مع أربع مكاتب أمريكية لشراء النفوذ في مجلسي الشيوخ والكونغرس لطرح مشاريع تدعم انفصال الصحراء عن المغرب، أو عرقلة مشاريع في الأمم المتحدة تخص الصحراء، أو بيع أسلحة للمملكة، أو التسويق لطرح الانفصال في الصحراء المغربية على أنه "حق تقرير المصير" من طرف أعضاء بارزين في مجلسي الشيوخ والكونغرس لهم علاقات مباشرة مع مكاتب وقع معها النظام الجزائري عقود طويلة الأمد بملايين الدولارات، ومنحها امتيازات كبيرة للدفع عن الطرح الانفصالي في الصحراء داخل أروقة الإدارة الأمريكية.
تحقيق "الصحيفة" هو جرد لأهم العقود التي وقعتها الجزائر عبر سفارتها بواشنطن، وأخرى تم توقيعها عبر شركة "سوناطراك" النفطية مع مكاتب أمريكية تشتغل مع شبكة معقدة مكونة من سياسيين في الإدارة الامريكية، من بينهم وزير الخارجية السابق جون كيري، ومستشار الأمن القومي في إدارة ترامب جون بولتون، والسيناتور الأمريكي، جيم إنهوف، الذي شغل منصب رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ لعقود طويلة، وكان أكبر عقبة للمغرب في إبرام صفقات الأسلحة مع الإدارة الامريكية، كان كان أهم عنصر ضاغط على وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لدفعها إلى تغيير مكان إجراء تداريب "الاسد الافريقي" العسكرية من المغرب إلى دول أخرى بداعي أن المملكة "لا تحترم حق تقرير مصير الشعب الصحراوي".
ومن بين الوثائق التي تنشرها "الصحيفة" هناك وثيقة تخص علاقة جون بولتون مع النظام الجزائري الذي يعتبر أكبر داعم لانفصال الصحراء عن المغرب، كما عمل عندما كان مستشارا للأمن القومي الأمريكي في إدارة ترامب على دفع مجلس الأمن إلى إقرار مدة ستة أشهر لتمديد مهمة المينورسو في الصحراء عوض سنة، وكان الغرض من ذلك استنزاف الديبلوماسية المغربية وإنهاكها كل ستة اشهر عوض جعل القرار سنويا.
ومن بين الوثائق التي تنشرها "الصحيفة" في هذا التحقيق محاولة النظام الجزائري عبر أحد مكاتب "اللوبينغ" في واشنطن جعل كاملا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن لأن تكون لاعبا مساندا للنظام الجزائري ضد مصالح المغرب.
العدد يتضمن أيضا تقريرا رياضيا مطولا عن 20 موهبة كروية مغربية تعلقت بالجذور وحملت قميص المنتخب المغربي بعد أن سبق لها اللعب لمنتخبات بلدان النشأة، كان آخرهم نجم فريق ريال مدريد إبراهيم دياز.
في نفس العدد تقرير في صفحة "مجتمع" حول مدونة الأسرة ومسارات الجدل الايديولوجي الذي يرافق النقاش المحيط بها، وخُطوط التماس بين التقليدانيّة والتحديث الذي جعل تطوير نصوص المدونة محل خلافات كبيرة.