لا يكاد نزاع حدودي في العالم يتجاوز النزاع المغربي الإسباني حول مدينة سبتة، في كم المغالطات والمعلومات الخاطئة التي تحوم حوله، ومع بروز كل مشكلة جديدة لها علاقة بهذا الملف، يظهر حجم الخصاص في المعطيات الدقيقة الخاصة بتاريخ المدينة ووضعها الجيوسياسي.
لقد مرت 4 قرون ونصف، منذ أن تسلمت إسبانيا حُكم سبتة من البرتغال، المملكة التي احتلت المدينة في القرن الخامس عشر، ومنذ ذلك التاريخ ظلت هذه المنطقة، إلى جانب شقيتها مليلية والصخور المتوسطية، خنجرا مغروسا في خاصرة السيادة المغربية على كامل أراضي المملكة.
لم تكن سبتة، كما يتردد، بسذاجةٍ أو بسوء نية، "ثمنَ" دراجة هوائية، ولم يظل المغرب، عبر تاريخيه، متفرجا عليها بينما يُغير الإسبان هويتها الثقافية والاجتماعية، بل إن الحقائق التاريخية تؤكد أن احتلال المدينة كان "إتاوة" إضافية بعد سقوط الأندلس، تضمن عدم عودة المغاربة إلى العدوة الشمالية مجددا، كما تخبرنا بأن سلاطين وملوك المملكة حاولوا مرارا استعادتها، تارة بالقوة العسكرية وتارة بالمعارك السياسية وتارة أخرى بالحرب الاقتصادية.
في عدد أبريل 2025 من "الصحيفة" الورقية، مفردا ملفا متكاملا عن مدينة سبتة، عن تاريخها وعلاقتها بالمغرب والمغاربة، وعن واقعها الثقافي والاجتماعي المركب، وعن مآلها الاقتصادي، كما نفتح أبواب مستقبلها، من خلال قراءةٍ في احتمالات عودتها للسيادة المغربية أو خضوعها للسيادة المشتركة بين المملكتين.