ما حدث في مدينة الفنيدق، على مرمى حجر من السياج الحدودي لمدينة سبتة، منتصف شهر شتنبر 2024، لا يمكن أن نعتبره مجرد حدث آني، يتطلب تغطية إعلامية لحظية تنتهي بانتهائه.
واقعة الفنيدق أكبر من ذلك بكثير، وإذا ما استحضرنا أنها حدث بجوار مدينة تخضع، بحكم الأمر الواقع للسلطات الإسبانية، وإذا ما تذكرنا أيضا حجم الإعلام الدولي الذي واكب محاولة الاقتحام، نعلم أننا كنا أمام مُحاكمة علنية، لنِتاج سياساتنا التي قيل قبل 3 سنوات إنها تنحو نحو تنزيل أسس الدولة الاجتماعية.
شاهدنا جميعا، بكثير من الصدمة والإحراج، كيف أن الآلاف من المراهقين ومن الشبان اليافعين، اختاروا التضحية بحياتهم وحريتهم ومواجهة سلطات دولتهم للوصول إلى جزء مُحتل من الامتداد الجغرافي التاريخي والطبيعي لبلديهم، مُقتنعين بأن "الغريب" سيضمن لهم "حقوقا" عجزت حكومة وطنهم عن توفيرها.
في عدد أكتوبر 2024 من الصحيفة، في نسختها الورقية، أجرينا عملية "جرد حساب" للجهات التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة، منطلقين من الأسرة مارين عبر المدرسة والإعلام، إلى أن وصلنا إلى الحكومة التي سوَّقت الكثير من "ألام اليقظة" قبل بضع سنين.
وفي العدد نفسه، نعود ميدانيا إلى إقليم الحوز ونواحيه، بعد عام من الزلزال المدمر الذي أفقد الآلاف مساكنهم وجعلهم عرضة للتشرد، وهناك نحاول فهم الصورة بشكل أوضح وأكثر موضوعية، بعد ما تردد عن تأخر عمليات إعادة التعمير، لنسأل السكان ونستفسر المسؤولين المعنيين عن طبيعة الأمور، وعن مسار إعادة إحياء منطقة لا زالت آثار جراح الفقد والاحتياج بارزة فيها.
وضمن العدد أيضا، نعيد فتح ملف العفو الملكي على مزارعي القنب الهندي، الذي أنهى مسلسلا طويلا من المطاردات امتد لعقود، راح ضحاياه أشخاص وجدوا أن قدرهم الذي لم يختاروه قادهم لزراعةٍ ظل القانون يُجرمها لسنوات، قبل أن يتم توجيه البوصة إلى اتجاه أكثر عقلانية، يمثل في استغلالها لصالح أغراض صناعية والطبية والتجميلية، بشكل سيساهم في تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي للأقاليم المعنية.
وضمن تحقيق مفصل، نناقش في هذا العدد أيضا الحرب الإعلامية الإلكترونية التي تشنها الجزائر على المغرب، عبر "الذباب الإلكتروني"، وكيف يتم توظيف شخصيات من الإعلام العمومي والخاص ومن "المؤثرين" في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب سيل من الحسابات الوهمية، لضرب مصالح المملكة.