على الرغم من أن الأمر يتعلق ببلدين تقاسما المصير المشترك خلال مواجهة الاستعمار، إلا أن العلاقات بين المغرب والجزائر لم تكن ودية في أغلب الفترات، منذ تأسيس البلد المغاربي الجديد سنة 1962 عبر استفتاء لتقرير المصير أعلن عنه الجنرال شارل ديغول بعدما ضمت فرنسا إليه أجزاء واسعة من الصحراء الشرقية المغربية.
الجزائر، التي ولدت من رحم المملكة، كانت تسعى إلى أدوار إقليمية تتماشى ومساحتها الجغرافية الكبيرة، ولن يكون ذلك ممكنا بالطبع إلا بعد معارك "كسر العظام" مع المغرب، بدأت بحرب الرمال التي تكبدت فيها هزيمة مؤلمة سنة 1963، ولم تنتهِ بحرب الصحراء ما بين 1975 و1991، التي خلفت ملفا دبلوماسيا معلقا منذ 50 عاما، لكنها آلت على الميدان لفائدة المغرب.
خلال هذه الفترة، تعاقب على حكم الجزائر 10 رؤساء، 9 منهم عايشوا الصراع حول الصحراء، منهم 8 غادروا الحياة وهم يتوقون لقطعة أرض توصلهم بالمحيط الأطلسي، شأنهم شأن 8 من رؤساء أركان الجيش، الذين كانوا يتنفسون عقيدة العداء للمغرب، على أمل رد "دين" الهزائم العسكرية التي تكبدوها من جيش المملكة.
في عدد "الصحيفة" الأخير لسنة 2024، نرجع بالزمن 5 عقود إلى الوراء، في محاولة لفهم خبايا هذا العداء الجزائري للوحدة الترابية للمغرب، وللوقوف على كُلفته الاقتصادية والسياسية العالية، التي أضاعت على الجزائريين الوقت والجهد والفرص.
وفي العدد نفسه، نقفُ في الملف السياسي، على مستقبل مهام البرلمانيين المغاربة في مجال "الدبلوماسية الموازية"، بعد خطاب ملكي توجيهي بنبرة مُعاتبة، خصوصا وأن الأمر يتعلق بقضية الصحراء.
كما نتوقف ضمن عدد دجنبر 2024 على نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "الصحيفة" بخصوص غلاء المعيشة، نقف على تأثيرتها المباشرة على قدرة المغاربة على تلبية احتياجاتهم، والادخار، وضمن مصاريف تعليم أبنائهم.