30 شهرا مرت من عمر الحكومة المغربية الحالية، بما يوازي حسابيا نصف ولايتها المفترضة الممتدة لـ5 سنوات، وهي، في الأعراف الديمقراطية، تكون مناسبة للوقوف بكثير من الموضوعية والواقعية والمسؤولية السياسية، أمام حصيلة عمل تجربة مسؤولة أمام من وضعوا فيها الثقة عن طريق صناديق الاقتراع.
رئيس الحكومة، ورجل الأعمال عزيز أخنوش، قدم للمغاربة، أمام البرلمان، "حصيلة وردية" لم يتردد في اعتبارها "تاريخية"، لكن المعارضة تراها حصيلة "سوداء" بعيدة تماما عن "الأحلام"، أو ربما "الأوهام"، التي جرى تسويقها في سنة 2021 وما قبلها.
في هذا العدد ستجدون ملفا مُفصلا عن حصيلة عمل حكومة أخنوش، خلال منتصف مدتها، مستندا أساسا إلى تقارير ومعطيات وأرقام مؤسسات عمومية وأخرى متخصصة.
ضمن هذا الملف سيفهم القراء لماذا اخترنا توصيف حصيلة تجربة أخنوش بأنها "فشل مؤلم"، أمام أرقام المندوبية السامية للتخطيط التي تتحدث عن وصول أعداد العاطلين إلى أكثر من 1,64 مليون شخص، ومسلسل الغلاء والتضخم الخارج عن السيطرة، وتعداد الشركات التي أشهرت إفلاسها والتي تجاوزت 16 ألفا في سنة واحدة.
وفي الملف نفسه، نقف على مستوى ثقة المغاربة في حكومة أخنوش، الذي وصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق بما لا يزيد عن 43 في المائة، ومسلسل الاحتجاجات والإضرابات الذي شل قطاعات التعليم والصحة والعدل والجماعات الترابية، في عهد قيل إنه زمن الدولة الاجتماعية.
وفي هذا العدد، نقف، أيضا، على شبهات تضارب المصالح التي تطارد الحكومة منذ بداية ولايتها، فقبل الحكاية الغرامية بين وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، والملياردير الأسترالي أندرو فورست، كانت هناك قصص أخرى أسالت الكثير من المداد.
علاقة بنعلي بفورست تدفع لطرح تساؤل موضوعي بخصوص مشاريع هذا الأخير في المغرب مع المكتب الشريف للفوسفاط، لكنها أيضا تذكرنا بشبهات أخرى أبرزها كان أخنوش نفسه متورطا فيها، وهو يحاول بسط نفوذ هولدينغ "أكوا" على الماء والغاز الطبيعي في المغرب.
وتقرؤون في العدد نفسه حصيلة مول "الرباط سانتر" بعد 5 سوات من استثمار صندوق الإيداع والتدبير، وبورتريه عن المغربية صوفيا العكسي، العقل المالي للإمبراطورية الاقتصادية للشيخ طحنون بن زايد، إلى جانب قصة نجاح نجم أولمبياكوس أيوب الكعبي، وقراءة في حظوظ المنتخب الأولمبي المغربي للظفر بذهبية أولمبياد باريس.