عبر قضية الصحراء.. المغرب يختبر مدى جدّية إسرائيل وفرنسا في علاقات ثنائية متكاملة

 عبر قضية الصحراء.. المغرب يختبر مدى جدّية إسرائيل وفرنسا في علاقات ثنائية متكاملة
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 16 يناير 2023 - 21:00

اتخذ المغرب في الشهور الأخيرة مسارا واضحا في علاقاته الخارجية، خاصة مع البلدان التي كانت تُعتبر لعقود طويلة، حليفة للرباط، مثل فرنسا، وينهال هذا المسار وضوحه من الخطاب الملكي في الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب في 20 غشت الماضي، عندما قال بأن المغرب ينظر إلى العالم من خلال نظارة "ملف الصحراء".

وربط المغرب متانة علاقاته الخارجية بمتانة مواقف الدول من قضية الصحراء المغربية، وبالتالي لم تعد الرباط تقبل بازدواجية المواقف في هذا الملف، وهذا هو السبب الذي يقف وراء وجود "برود دبلوماسي قائم" مع فرنسا منذ شهور، وحدوث تغير مفاجئ في زخم بناء العلاقات الكاملة مع إسرائيل مؤخرا.

وأشارت صحيفة "إلكونفيدينثيال" الاسبانية إلى هذا المعطى، في تقرير نشرته اليوم الاثنين يتحدث عن ممارسة المغرب حاليا ضغوطات على كل من فرنسا وإسرائيل من أجل إعلان مواقفهما الداعمة بشكل صريح لسيادة المغرب على الصحراء، كشرط أساسي لتمتين العلاقات بشكل متكامل.

فبخصوص فرنسا، فإن العلاقات الثنائية بين البلدين لازالت لم تعد إلى طبيعتها الكاملة، بالرغم من الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الفرنسية إلى المغرب في الأسابيع القليلة الماضية، وإعلانها انتهاء أزمة "التأشيرات" ودعم باريس لمقترح الحكم الذاتي للصحراء، لكن الرباط يبدو أن هذه التصريحات لم تعد تكفيها لـ"تطبيع" العلاقات بشكل كامل، وأصبحت تطالب بمواقف دعم ثابتة لا تتغير مع تغير الزمن والظروف.

ويتضح أن المغرب لازال متمسكا ومتشبثا بقوة لدفع فرنسا لاتخاذ موقف "تاريخي" لصالح المملكة في قضية الصحراء، ويدل على ذلك تأجيل زيارة ماكرون إلى المغرب عدة مرات، بالرغم من أن ماكرون كان قد أعلن بنفسه العام الماضي عن قيامه بزيارة إلى المغرب في أواخر أكتوبر 2022، لكن تلك الزيارة لم تحدث إلى غاية اليوم، بسبب عدم وجود رغبة لدى باريس لتقديم اعتراف رسمي للمغرب بشأن سيادته على الصحراء وفق ما كشف تقرير لصحيفة "أفريكا انتليجينس"، التي أشارت إلى وجود مفاوضات مستمرة قد تؤدي في النهاية إلى رضوخ باريس لرغبة الرباط.

أما فيما يتعلق بإسرائيل التي وقعت الرباط معها اتفاق تطبيع العلاقات الكاملة في أواخر سنة 2020 بوساطة أمريكية، والتي كان من نتائجها الاعتراف الأمريكي الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء، فإن الرباط الآن لم تعد تتملكها الرغبة في الرفع من وتيرة العلاقات أكثر مما حدث، قبل أن تُقدم إسرائيل من جانبها أيضا اعتراف رسميا بسيادة المغرب على الصحراء.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "أكسيوس" مؤخرا نقلا عن مصادر إسرائيلية مسؤولة، إن الرباط بدأت تشترط على إسرائيل الاعتراف الرسمي بسيادة المغربية على الصحراء، مقابل فتح السفارة المغربية في تل أبيب وفتح نظيرتها الإسرائيلية في العاصمة الرباط.

وبالرغم من أن الصحيفة المذكورة، أشارت إلى أن حكومة نتنياهو اليمينية الحالية لا مشكلة لديها في الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، إلا أنه في حالة عدم حدوث ذلك، فإنه لا يُتوقع بتاتا أن تقدم الرباط على أي خطوة أخرى لفائدة إسرائيل في إطار تطبيع العلاقات الكاملة.

هل سيغير قرار محكمة العدل الأوروبية من واقع ملف الصحراء؟

قضت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي بـ" بإبطال" اتفاقين تجاريين يتعلقان بالفلاحة والصيد البحري بين الرباط والاتحاد الأوروبي بشكل نهائي. المحكمة التي يوجد مقرها بلوكسمبورغ وتسهر على "تطبيق" قانون الاتحاد الأوروبي ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...